Hukum Melihat jin Dalam wujud aslinya
judul risalah:
إمكان رؤية بعض بنـي آدم للجن على الحقيقة
Karya:
الشيخ صالح بن محمد الأسمري
"إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم"[الأعراف: 27
“Sesungguhnya ia dan para pengikutnya melihat kalian di mana kalian tidak melihat mereka.” (Al-A’raf: 27)
، قال القرطبي رحمه الله تعالى في: "الجامع"(7/168) : "قال بعض العلماء : في هذا دليل على أن الجن لا يرون؛ لقوله: (من حيث لا ترونهم)... قال النحاس : (من حيث لا ترونهم) يدل على أن الجن لا يُرون إلا في وقت نبي ; ليكون ذلك دلالة على نبوته ; لأن الله جل وعز خلقهم خلقا لا يرون فيه ، وإنما يُرون إذا نقلوا عن صورهم . وذلك من المعجزات التي لا تكون إلا في وقت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم . قال القشيري : أجرى الله العادة بأن بني آدم لا يرون الشياطين اليوم" ا.هـ .
وقد اختلف العلماء في إمكان رؤية الجن لآحاد الناس على قولين:
أولهما: المنع من ذلك، وهو المشهور، ولخص تقريرهم الطاهر بن عاشور رحمه الله في: "التحرير والتوير"(9/79) بقوله: "وجملة : إنه يراكم هو وقبيله واقعة موقع التعليل للنهي عن الافتتان بفتنة الشيطان ، والتحذير من كيده ، لأن شأن الحذر أن يرصد الشيء المخوف بنظره ليحترس منه إذا رأى بوادره ، فأخبر الله الناس بأن الشياطين ترى البشر ، وأن البشر لا يرونها ، إظهارا للتفاوت بين جانب كيدهم وجانب حذر الناس منهم ، فإن جانب كيدهم قوي متمكن وجانب حذر الناس منهم ضعيف ، لأنهم يأتون المكيد من حيث لا يدري .
فليس المقصود من قوله : (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) تعليم حقيقة من حقائق الأجسام الخفية عن الحواس وهي المسماة بالمجردات في اصطلاح الحكماء ويسميها علماؤنا الأرواح السفلية إذ ليس من أغراض القرآن التصدي لتعليم مثل هذا إلا ما له أثر في التزكية النفسية والموعظة...
و (من حيث لا ترونهم ) ابتداء مكان مبهم تنتفي فيه رؤية البشر ، أي من كل مكان لا ترونهم فيه ، فيفيد: إنه يراكم وقبيله وأنتم لا ترونه قريبا كانوا أو بعيدا ، فكانت الشياطين محجوبين عن أبصار البشر ، فكان ذلك هو المعتاد من الجنسين ، فرؤية ذوات الشياطين منتفية لا محالة ، وقد يخول الله رؤية الشياطين أو الجن متشكلة في أشكال الجسمانيات ، معجزة للأنبياء كما ورد في الصحيح : إن عفريتا من الجن تفلت علي الليلة في صلاتي فهممت أن أوثقه في سارية من المسجد الحديث ، أو كرامة للصالحين من الأمم كما في حديث الذي جاء يسرق من زكاة الفطر عند أبي هريرة ، وقول النبيء - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة : ذلك شيطان كما في الصحيحين ، ولا يكون ذلك إلا على تشكل الشيطان أو الجن في صورة غير صورته الحقيقية ، بتسخير الله لتتمكن منه الرؤية البشرية ، فالمرئي في الحقيقة الشكل الذي ماهية الشيطان من ورائه ، وذلك بمنزلة رؤية مكان يعلم أن فيه شيطانا ، وطريق العلم بذلك هو الخبر الصادق ، فلولا الخبر لما علم ذلك" ا.هـ .
والثاني: تجويز وقوع ذلك، وجزم به جماعة لحديث سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي الصلاة،وإن الله أمكنني منه فذعته، فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم، ثم ذكرتُ قول أخي سليمان: ( رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) فرده الله خاسئا "[رواه مسلم في: "الصحيح"(1/384)] قال النووي رحمه الله تعالى في: "شرح مسلم"(5 /29 ): "قوله : ( إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي صلاتي ) هكذا هو في مسلم ( يفتك ) وفي رواية البخاري : ( تفلت ) وهما صحيحان . والفتك : الأخذ في غفلة وخديعة . والعفريت : العاتي المارد من الجن . قوله صلى الله عليه وسلم : ( فذعته ) هو بذال معجمة وتخفيف العين المهملة , أي خنقته. قال مسلم وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة ( فدعته ) يعني بالدال المهملة , وهو صحيح أيضا , ومعناه دفعته شديدا . والدعت والدع : الدفع الشديد , وأنكر الخطابي المهملة , وقال : لا تصح , وصححها غيره وصوبوها , وإن كانت المعجمة أوضح وأشهر . وفيه : دليل على جواز العمل القليل في الصلاة .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فلقد هممت أن أربطه حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم )
فيه دليل على أن الجن موجودون , وأنهم قد يراهم بعض الآدميين . وأما قول الله تعالى : { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } صلى الله عليه وسلم فمحمول على الغالب , فلو كانت رؤيتهم محالا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قال من رؤيته إياه , ومن أنه كان يربطه لينظروا كلهم إليه , ويلعب به ولدان أهل المدينة . قال القاضي : وقيل : إن رؤيتهم على خلقهم وصورهم الأصلية ممتنعة ; لظاهر الآية إلا للأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين , ومن خرقت له العادة , وإنما يراهم بنو آدم في صور غير صورهم , كما جاء في الآثار . قلت : هذه دعوى مجردة فإن لم يصح لها مسهتند فهي مردودة . قال الإمام أبو عبد الله المازري : الجن أجسام لطيفة روحانية فيحتمل أنه تصور بصورة يمكن ربطه معها , ثم يمتنع من أن يعود إلى ما كان عليه حتى يتأتى اللعب به , وإن خرقت العادة أمكن غير ذلك .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم ذكرت قول أخي سليمان صلاة الله وسلامه عليه )
قال القاضي : معناه أنه مختص بهذا فامتنع نبينا صلى الله عليه وسلم من ربطه , إما أنه لم يقدر عليه لذلك, وإما لكونه لما تذكر ذلك لم يتعاط ذلك لظنه أنه لم يقدر عليه أو تواضعا وتأدبا
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فرده الله خاسئا )أي: ذليلا صاغرا مطرودا مبعدا" ا.هـ .
تنبيه: يجوز رؤية الآدميين للجن عقلا؛ لثبوت وجودهم خارج الذهن، وكل موجود في الخارج تجوز رؤيته، يقول الكرماني رحمه الله تعالى في: "شرح البخاري"(4/122) :"إن رؤية البشر الجن غير مستحيلة، والجن أجسام لطيفة،والجسم وإن لطف فدَرْكه غيرُ ممتنعٍ أصلا"أ.هـ المراد.
فائدة: ممن ذهب لتجويز رؤية الجن على حقيقتهم لآحاد من الناس التقي ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد جاء في: "مجموع الفتاوي"(15/ ) مانصه: "سئل الشيخ رَحِمَهُ الله عن قوله تعالى: { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } الآية الكريمة. هل ذلك عام لا يراهم أحد، أم يراهم بعض الناس دون بعض؟ وهل الجن والشياطين جنس واحد ولد إبليس، أم جنسين ولد إبليس وغير ولده.
فأجاب شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية رحمه الله ورضى عنه آمين فقال:
الحمد لله، الذي في القرآن أنهم يرون الإنس من حيث لا يراهم الإنس، وهذا حق يقتضي أنهم يرون الإنس في حال لا يراهم الإنس فيها. وليس فيه أنهم لا يراهم أحد من الإنس بحال، بل قد يراهم الصالحون وغير الصالحين أيضا، لكن لا يرونهم في كل حال، والشياطين هم مَرَدَةُ الإنس والجن، وجميع الجن وَلَد إبليس. والله أعلم" ا.هـ.
هذا والله الموفق لا رب سواه
Komentar
Posting Komentar